حسن خليل
كل المغاربة يتذكرون الإطلالة المثيرة لقناة “دوزيم” وبالضبط في يوم 4 مارس 1989 ، حيث كان بثها بشكل مشفر، لكن في سنة 1997 أصبح إرسالها بشكل مجاني… والجانب المثير الذي رافق بث القناة الثانية في هذه الحقبة الزمنية تجلى في الإنفتاح الإعلامي بصيغة الجرأة والحديث عن الواقع المعاش بما يلزم من تشريح واقعي للأمور كما هي، وهذا الأمر جعل المشاهدين المغاربة يهتمون بها وبما تقدمه من برامج ومحطات إخبارية وتحقيقات صحفية تعكس مشاكل العديد من القطاعات والجماعات المحلية والوحدات الصناعية… وأصبح المواطن المغربي يعبر بالقناة الثانية بحرية غير مألوفة وغير معهودة…
وخلال التحقيقات الصحفية لقناة “دوزيم” يتم الحديث عن مكامن الخلل والفساد والمشاكل المطروحة من دون تستر على هذا المسؤول أو هذا المنتخب… وهذه المنهجية منحت للقناة الثانية اهتماما متزايدا لدى المغاربة على اختلاف شرائحهم الإجتماعية…
لكن في العقد الأخير على وجه الخصوص ، لم تعد “دوزيم ” كما عهدها المغاربة ، اختفت صراحتها وجرأتها… ولم يلمس المغاربة تلك الجرأة في التعرية عن قطاعات تعاني من الإختلالات والفساد، وبعكس ذلك، أصبحت القناة الثانية تتحدث بلغة “كولوا العام زين”، فما هي دواعي ذلك، وماهي حقيقة هذا التحول الذي يراه المغاربة سلبيا؟.
جهة بريس موقع إخباري إلكتروني