حسن خليل
أصبح احتراف الغناء الشعبي طريق سهل للإغتناء وتحقيق طموح الوضع الإجتماعي المريح… يحدث هذا من دون الإبداع في اغاني شعبية جديدة ومن دون بذل مجهودات متعبة في اللحن والبحث عن نغمات موسيقية جديدة… يكفي أن يحفظ المغني أو المغنية مجموعة من الأغاني الشعبية التي يتغنى بها المغاربة في الحفلات والأعراس من نظير “العلوة.. مولاي عبدالله… الغابة…”مع التوفر على مجموعة من العازفين يجيدون الإيقاع الشعبي الموحد…
إن الأمر هنا لايقتصر على فئة من الشباب والشابات الذين فشلوا في دراستهم وتم إغلاق كل أبواب التوظيف في وجههم ولكن هناك فئة أخرى لها مستوى دراسي جامعي وشواهد جامعية لكنها فشلت في ضمان حياتها الإجتماعية فوجدت في الغناء الشعبي ممرا سهلا لتحقيق حلمها في الحياة…
كيف لا وفرقة غنائية شعبية تحصل على مبلغ 30 الف درهم في ليلة واحدة مقابل تنشيط حفل زواج أو عرس مغربي بصفة عامة… وهناك نماذج من بعض المغنيين الشعبيين يحصلون على مبالغ مالية أكثر من ذلك وبكثير…
ولهذا أصبح العديد من الشباب ذكورا وإناثا يتسابقون نحو امتهان الغناء الشعبي لكونه أصبح احسن فرصة في الواقع الحالي لمغادرة الوضع الإجتماعي المثقل بالفقر والمحن الإجتماعية المتعددة…
تجدر الإشارة في الأخير أن الغناء الشعبي لايحتاج إلى دراسة بالمعاهد أو إلى مستوى دراسي معين أو إلى ديبلومات َ، لكن يكفي التوفر على صوت غنائي والتمكن من “الجرة” على الكمان وحفظ مجموعة من الأغاني ذات الشهرة في أوساط المغاربة… فهل نفهم من هذا الواقع انه هو سبب فتح القناة الثانية لبرنامج مرتبط بالبحث عن من “يحسن الغناء الشعبي”؟