ببلادنا… متى تعود للتعليم العمومي السمعة الحسنة المرتبطة بالمردودية الجيدة لتلاميذ كل المستويات؟
حسن خليل
قبل ثلاثة عقود على الأقل كان التعليم العمومي ببلادنا رائدا في العطاء، وبفضل مردودية التعليم العمومي تفوق الآلاف من التلاميذ ذكورا وإناثا من تحقيق طموحهم في الحصول على وظائف في مراتب ذات تميز بالقطاعين العام والخاص…
وكان التعليم الخصوصي حينذاك يستقطب التلاميذ الفاشلين في دراستهم بالتعليم العمومي… ومباشرة بعد هذه المرحلة سارت مردودية التعليم العمومي في انحدار وتواضع…
وإن لذالك عدة عوامل منها :إخراج مناهج تعليمية جديدة تأكد فشل مردوديتها التعليمية الدراسية… وهناك إضافة مواد ثانوية كان لها التأثير السلبي على المواد الأساسية. يضاف إلى هذه العوامل، الإكتظاظ وتراجع سلطة رجال التعليم داخل الفصول الدراسية من جهة وتراجع سلطة الأسرة عن ضبط أبنائهم بالشكل المنضبط من جهة ثانية…
من هنا، أصبحت حصيلة التعليم بالمدارس العمومية جد متواضعة وانعكس ذلك على العطاء التعليمي لأغلب التلاميذ الذين أصبحوا عاجزين عن قراءة نص أو كتابة جملتين مفيدتين من دون أخطاء…
وإن هذا الوضع التعليمي المقلق بالتعليم العمومي استفاد منه “المستثمرون” بالقطاع الخاص، لينطلق مسار الإكثار من إحداث مؤسسات التعليم الخصوصي لتصل إلىوم إلى إحصائيات لاتصدق…
ومن هنا تراجعت صورة العطاء التعليمي بمؤسسات التعليم العمومي، ليصبح التعليم الخاص لدى الأسر المغربية اختيارا صاحب الأولوية باستثناء الأسرة التي ليست لها إمكانيات مالية (معندهاش الجهد المادي)… وهنا نتساءل: متى تعود للتعليم العمومي سمعته الحسنة؟.