ساكنة العالم القروي في مواجهة العديد من الإكراهات : ضعف المحاصيل الفلاحية وقلة الماء وتواضع الخدمات الصحية… َ

عشرات الآبار أصبحت جافة… وهي بداية محن المئات من سكان العالم القروي…

حسن خليل

بأغلب مناطق المملكة المغربية عرف العالم القروي في السنوات الأخيرة العديد من الإكراهات والتي أصبحت تشكل للنسبة الساحقة من السكان عدة متاعب معنوية واقتصادية… ففي ظل توالي ضربات الجفاف والتي كان لها تأثير سلبي كبير على المحاصيل الزراعية… وكان لضعف التساقطات المطرية تأثير سلبي كبير على الفرشة المائية حيث أصبح الخصاص المائي واحد من المشاكل الكبرى التي تقلق سكانة مختلف القروى والبادية ببلادنا…

وإن هذه الإكراهات لم تجعل الحكومة الحالية تتخذ أية إجراءات استعجالية تمكن شريحة الفلاحين من التغلب على الأزمة الإقتصادية التي أصبحت َكل مؤشراتها حاضرة في كل منطقة وجهة… والدليل يتجلى في غياب تلك المحاصيل الزراعية لكل انواع المزروعات…

وإن هذه الإكراهات الحاضرة بالواقع اليومي في الحياة اليومية لمختلف شرائح سكان العالم القروي امتدت إلى إكراه أخر يشكل نقصا هاما بالعالم القروي ويتعلق بالمستشفيات، بحيث أن المراكز الصحية لم يعد لها أي دور محوري في حياة ساكنة العالم القروي، لكنها لاتستجيب لمطالبهم.

وهكذا ، فإن المتطلبات الصحية لساكنة البادية أصبحت تفرض إحداث مستشفيات… لكون نسبة كبيرة من الأمهات لهن مطالب يومية لمعاينة الطبيب بسبب فترة الولادة أو مابعد الولادة… اما الحديث عن الشريحة التي تعاني من أمراض مزمنة وتحتاج لمتابعة طبية مستمرة فإنها تشكل نسبا كبيرة من السكان وإن المراكز الصحية لم تعد قادرة على تلبية مطالب هذه الشريحة…

بخلاصة…

إن العالم القروي ببلادنا يمر حاليا ومنذ مدة زمنية ليست بالقصيرة من عدة أزمات…. ومن أراد التأكد ممن هذه الحقائق يزور بادية مناطق الشاوية أو دكالة أو عبدة… وسيصطدم بواقع غير مألوف بالعالم القروي… وهو واقع البحث عن كمية قليلة من الماء في مناطق بعيدة… وسيصطدم باختفاء تلك المزروعات الخضراء… وسيصطدم بغياب تلك الوفرة التي كانت في الحليب واللبن والمنتوجات الفلاحية…

إن الأمل معقود على المستقبل بأن تعود الجمالية للعالم القروي بفضل وفرة المياه والتي يأمل الجميع أن تتحقق مستقبلا… َ