الأستاذة الراحلة السليمانية ابن أمغار
حسن خليل:
بمدينة بنسليمان ، عايشت بعض أجيال فترة السبعينيات ومابعدها ذلك التوهج التعليمي الناجح لأبناء وبنات هذه المدينة وذلك بفضل تأطير وإشراف عشرات رجال التعليم من الذكور والقليل منهم إناث( في تلك الفترة )، إنه العهد الذي كان فيه التلاميذ يقرأون من دون تلعثم ويناقشون مختلف الدروس وهم محيطون بالفهم السليم لمضامينها ….إنه عهد الشهادة الإبتدائية والتي لم تكن تمنح للتلاميذ الفاشلين دراسيا أو الذين لايستوعبون ماذا يدرسون …عهد تشجيع من يستحق التشجيع على مواصلة دراسته ونصيحة المغادرة لكل من سيظل في المدرسة لضياع الوقت …كان هذا العهد بفضل كفاءات رجال ونساء التعليم بمجموعة من المؤسسات التعليمية بمدينة بنسليمان ، ومن بين هذه المدارس العمومية ( بعدما كانت المدارس الخصوصية غير موجودة بهذه المدينة في تلك الفترة ) مدرسة للاحسناء ، والتي كانت مختصة في تدريس الفتيات فقط …ومن بين أقطاب أساتذة هذه المؤسسة حينذاك الأستاذة السليمانية أمغار ، والتي كانت تمنح لمهنة التدريس كل العناية والإهتمام، ولاتجد راحة ضميرها إلا مع نهاية الموسم الدراسي وهي تشارك فتيات قسمها فرحة الحصول على الشهادة الإبتدائية مزينة بنسبة عالية من النجاح تشهد على كفاءة هذه الأستاذة والتي هي سليلة أسرة العلم والمقاومة ….اليوم ، تغادرنا الأستاذة السليمانية أمغار إلى دار البقاء تاركة كل الأسى والأسف في مشاعر المئات من الأطر ( ذكورا وإناثا) والذين كانت لهم نبراسا في حياتهم الدراسية قبل الوصول إلى محطة تقلد المسؤولية في مختلف الميادين ….
رحم الله الأستاذة ابن أمغار وأسكنها فسيح جنانه وكل التعازي لأسرتها الصغيرة وأسرتها الكبيرة من رجال التعليم …إنا لله وإنا إليه راجعون ….