قلة التساقطات المطرية تسببت في جفاف نسبة كبيرة من الآبار
الوضع الإقتصادي الصعب بالعالم القروي نتيجة ضربات الجفاف تسبب في اختفاء الأبقار الحلوب عن أغلب المساكن بالبادية
حسن خليل:
غاب الزمن الجميل عن البادية بالمغرب لعدة عوامل ….قبل عقود من الزمن كانت الفلاحة ذات حصيلة متدفقة العطاء بسبب التساقطات المطرية الكافية…وكان العيش بالبادية مفعما بالإطمئنان المتواصل ، من ضيعات مخضرة لمختلف أنواع الخضر ومن تواجد مريح للماشية والأبقار بمختلف مساكن الفلاحين….لكن بسبب موجات الجفاف المتتالية ، انقلبت حياة الفلاح المغربي إلى عدة محن بسبب نذرة المياه نتيجة التساقطات المطرية الضعيفة وكان من نتائج ذلك جفاف الآبار والعيون والوديان ،مع استثناءات قليلة ، وهذه العوامل جعلت الحصيلة الفلاحية تصبح شبه منعدمة في مجموعة من السنوات ، وهكذا ضربت الأزمة الإقتصادية العالم القروي واضطر الفلاح إلى بيع أغلب رؤوس الماشية والأبقار الحلوب ، وكان من نتائج ذلك الخصاص الكبير الذي تعرفه بلادنا حاليا في الحليب واللحوم الحمراء …وإن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، فالوضع الإقتصادي الصعب بالعالم القروي أعاد تنامي الهجرة من البادية إلى المدينة بحثا عن شغل مؤقت أو تجارة متواضعة لتأمين القوت اليومي ….إنه الوجه الشاحب للعالم القروي لبلادنا بسبب العوامل التي أشرنا إليها أعلاه…..