محاكم …القاضي الذي نطق بأحكام ملف التهامي بناني ، إسمه “الصغير”، لكنه في كفاءته ومهنيته كبير (ينحدر من إقليم بنسليمان)

حسن خليل:

بالتأكيد استأثر ملف التهامي بناني باهتمام كبير من لدن الرأي العام المغربي وكذا الخارجي ، وأصبح مادة دسمة في مختلف المشارب الإعلامية على اختلاف تنوعاتها ، وهذا أمر طبيعي لكون مسار هذا الملف دام 16 سنة ، وهو بين الأخذ والرد وظل في صراع بين الحقيقة و نقيضها … فأسرة الضحية تؤكد أنه مات مقتولا والجهات المتهمة تؤكد أن وفاته كانت طبيعية ، لكن إصرار والدته على الوصول إلى الحقيقة نجحت فيه في آخر المطاف اعتمادا على العديد من الأدلة والحجج وذلك بعد تضحيات كبيرة ومساندة أكبر من ممثلي الإعلام والعديد من الفعاليات …في خضم هذه التفاعلات أصبح هذا الملف يشكل ” جمرة ملتهبة ” أمام أنظار القضاء والغاية الأساسية هو الوصول إلى الحقيقة وإصدار أحكام طبقا للمساطر القانونية ، وفي آخر محطة من هذا الملف وجد الأستاذ الصغير بوطرفة نفسه صاحب مسؤولية كبرى في هذا الملف ، وهو يعلم أن مهمة رئاسة الجلسة أسندت إليه ..ومن دون تردد باشر الأستاذ بوطرفة عمله بمهنية كبيرة في بعد كلي عن أي اندهاش من الحضور المكثف لممثلي الإعلام ولممثلي الطرفين من المحامين أو من المتتبعين لهذا الملف الذي رافقته إثارة كبيرة . وهكذا نجح الأستاذ بوطرفة في حسن تسيير الجلسات الأخيرة التي تولى مسؤوليتها ، مانحا الفرصة لكل من له الحق في الكلام داخل الجلسة …وفي آخر جلسة ظهر الأستاذ بوطرفة مقتنعا بما تضمنه ملف التهامي بناتي من معطيات دقيقة من بدايتها إلى نهايتها ومن دون تردد نطق بالحكم في شأن المتهمين الإثنين في قضية إغتيال التهامي ، وتم الحكم عليهما بعشرين سنة سجنا نافذا لكل واحد منهما . وإذا كانت والدة الضحية عبرت عن ارتياحها لهذا الحكم ففي ذلك تنويه مباشر بالقضاء وبشكل خاص برئيس الجلسة الأستاذ الصغير بوطرفة ، الذي إذا كان إسمه ” الصغير ” فإن كفاءته ومهنيته كانت كبيرة …وبالمناسبة هو واحد من أبناء إقليم بنسليمان المشهود له في مساره الدراسي بالتفوق وهو المجد حاليا من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه….كفاءات من أمثالك يستحقون المزيد من التفوق ….

للإشارة فرجال القضاء من أبناء إقليم بنسليمان المتسمين بالنزاهة والكفاءة يعدون بالعشرات ، ويكفي أن نذكر من بينهم الأستاذ علي الطرشي صاحب الأحكام النزيهة وفي مختلف القضايا المتشعبة والشائكة.