جهة بريس موقع إخباري إلكتروني
الدكتور جواد العسري
حسن خليل:
أصبح الملف القضائي للدكتور جواد العسري مادة دسمة بالإعلام المغربي بكل مشاربه، وأصبح يشكل أطروحة تحمل في مضمونها كل العناصر الأساسية بأن تناقش في مدرجات الجامعات المغربية تحت عنوان :” تهمة ملفقة لأستاذ جامعي انتهت بإنصاف القضاء له وبخذلان إخوانه في النقابة “. إنه موضوع يستحق التوقف عنده طويلا ، لكونه يتضمن كل الجوانب الوازنة منها : الإجتماعي والأخلاقي والإنساني … فالجانب الإجتماعي ظل حاضرا ، لكون جهات معلومة سعت إلى ” شتات ” أسرة بفعل إشاعات مغرضة … والجانب الأخلاقي رافق مسار هذا الملف لكون تلفيق تهمة من هذا القبيل لها ارتباط بالأخلاق وهي بالتأكيد خطة منحطة أخلاقيا … والجانب الإنساني لازم هذا الموضوع، لكون تلفيق هذه التهمة بالضبط ( التحرش الجنسي ) هو شعور مجرد من الحس الإنساني ، لأن من خططوا لها كان هدفهم الإطاحة بأستاذ يتميز بسمعة طيبة وبكفاءة تعليمية عالية وبأخلاق يضرب بها المثل …لكن إرادة الله كانت أقوى من كل المكائد….وبالرغم من كل هذه المحن التي لازمت مشاعر الدكتور العسري ظلت ثقته كبيرة في القضاء خاصة وأنه مده بكل الحجج والإثباتات …وفي آخر المطاف كانت كلمة الحق هي العليا ، حيث تم الحكم ببراءته من كل المنسوب إليه …ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل استرجع الأستاذ العسري كل ماضاع منه ، معنويا ومهنيا ، بل أصبح في خانة المتفوقين على خصومه…لكن الأمر الذي ظل لغزا محيرا ، تجلى في السكوت التام لنقابة التعليم العالي …وظلت تساؤلات الزملاء الأوفياء للدكتور العسري يتساءلون : ماذا وراء هذا السكوت ؟ لماذا فضلت النقابة التفرج من بعيد على زميل وهو يتعرض لكل أنواع التنكيل بشخصه بشكل مقصود ولأهداف مقصودة ؟ . فكيف يضع أي أستاذ ثقته في نقابة ستتخلى عنه غدا في أي انزلاق ملفق ؟. فالبرغم من كل هذه المحن المعنوية التي لازمت الدكتور العسري لفترة طويلة ، لم يصدر منه أي رد فعل انفعالي صوب أي جهة من الجهات ، وهذا دليل على الأخلاق العالية لهذا الرجل، ودليل على منبثه ذو الأصول المرتبطة بثمار الأخلاق العالية والسمعة الطيبة ، وتلك هي الأرصدة الحقيقية للدكتور جواد العسري ….( يتبع ).
