جهة بريس موقع إخباري إلكتروني
حسن خليل
إن المواطن المغربي استخلص عدة دروس مفيدة من الحدث المؤلم الذي هز بلادنا مؤخرا، وأول درس استخلصه تجلى في كون المغاربة شعب يتسم بالتضامن والتآزر وحب فعل الخير والإحسان وتضحية الأصحاء وكل أفراد الطبقات الإجتماعية من أجل دعم إخوانهم الذي يعانون من مشاكل مختلفة اجتماعية و صحية نتيجة كارثة بيئية ضربت مناطق عديدة من بلادنا…
لكن الذي لفت انتباه المواطن المغربي كذلك أن كل الجهات التي بادرت إلى الدعم والمؤازرة هي موزعة إلى ثلاث طبقات، الطبقة الأولى تتكون من أبناء الشعب المغربي لاعلاقة لهم بالجمعيات او النقابات او الأحزاب او المسؤولين…
وإنما قاموا بمبادرات إنسانية لقيت كل النجاح بدعم من مختلف أبناء الشعب المغربي… الطبقة الثانية مرتبطة بجمعيات من المجتمع المدني تتسم بالمصداقية والعمل الصادق والتي ليست لها أهداف يرجى منها خدمة المصالح الخاصة أو الربح المادي…
وهذه المصداقية جعلت المواطنين يلتفون حول هذه الجمعيات بالدعم اللامشروط، فكان الدعم لها باهرا ومكثفا، وإن ذات الجمعيات سهرت على إيصال كل تلك الإعانات بكل مصداقية وثقة إلى الجهات المتضررة في أعالي الجبال بمختلف المناطق المتضررة… أما الطبقة الثالثة التي بادرت إلى جمع الدعم والإعانات فهي تتشكل من جمعيات تتحرك تحت التعليمات، وهي تعليمات من جهات منتخبة أو من بعض رجال السلطة، لكون هذه الجمعيات لاتشتغل بشكل مستقل، بل لها أهداف خاصة…
وإن المواطن المغربي على بينة تامة من هذه الشرائح من الجمعيات، وهذا النوع بالتأكيد هو الذي ضرب مصداقية العمل الجمعوي في رأسماله والمتشكل في “فقدان الثقة”…
