بنسليمان …وفاة الحسين لهبيهبي قائد لمذاكرة الذي نال شهرة وطنية بطريقة أحكامه….

الراحل القائد الحسين لهبيهبي رفقة عبدالكبير بوعسرية عامل إقليم بنسليمان حينذاك

حسن خليل:

قائد لمذاكرة الحسين لهبيهبي نال شهرة تجاوزت حدود الشاوية ودكالة وزعير ووصلت إلى أقصى الحدود بمختلف المناطق المغربية …كان صارما في قراراته وأحكامه، لم يكن في حاجة لمساطر المحكمة وإلى قرارات القضاة، فكان هو صاحب القرارات ….فكان يستعين بجلادين من رجال القوات المساعدة، وكل من ثبت تجاوزه ينال نصيبه من “القرطة”….وأصبح يتنقل بنفسه في مناطق لمذاكرة وهو يحمل “خماسية” ، مخافة أي اعتداءات من أي كان….وكان قاهر السارقين بشكل خاص..وكان كلما تم القبض على سارق، يأمر بحلق رأسه ويقوده رجال القوات المساعدة بكل أزقة السوق الأسبوعي لكي يتعرف عليه الجميع، وينال “نصيبه من الجلد” ويتم إطلاق سراحه من دون تقديمه للمحاكمة….

وبسبب ه‍ذا النهج الذي دأب عليه القائد لهبيهبي ، عم الأمن والأمان بكل تراب مناطق لمذاكرة، وأصبحت الحفلات تمر في أجواء هادئة …مع العلم، أنه كانت مناطق بمليلة وبضواحي أحلاف تعرف بنوع من التسيب والفوضى ، لكن تدخل القائد لهبيهبي جعل المتجاوزين يغادرون المنطقة خوفا من بطش لهبيبهبي…..

نعم، إنها فترة زمنية ذهبت ولن تعود، في عهد كان العديد من المسؤولين “يحكمون” وفق قوانين خاصة…من بعد، اشتعلت أضواء الجمعيات الحقوقية والإعلام، ولم يعد بإمكان أي مسؤول القيام ولو بحركة بسيطة قد تجر عليه الإنتقادات والمشاكل…..

معلومة مؤكدة:

بالرغم مما نسب للقائد لهبيهبي من شطط في تطبيق مناهج السلطة ، ظلت علاقته مع فعاليات لمذاكرة متسمة بالود وحسن المعاملة ، وكان أبناء لمذاكرةمقتنعون كل القناعة بأن القائد لهبيهبي ،حرص على احترام رجالات لمذاكرة من كل الشرائح الإجتماعية ،بينما موقفه السلبي كان صوب المتجاوزين للخطوط الحمراء….

البقاء لله:

من السمات التي ميزت الراحل لهبيهبي ، حبه لرجال التعليم، فكان خير مدافع عن مطالبهم في تلك الفترة….في آخر حياة الراحل لهبيهبي ، استفاد من التقاعد واستقر بمدينة الرباط وكان حريصا على أداء الصلاة في اوقاتها، ومن أجمل اللقاءات الصحفية التي سجلتها بجرأة كبيرة حوار خاص أجريته مع الراحل الحسين لهبيهبي، حيث استبلقني بحفاوة كبيرة بمنزله المتواجد قرب القاعة المغطاة ابن سينا بالرباط….رحم الله القائد لهبيهبي وأسكنه فسيح الجنان.

إنا لله وإنا إليه راجعون .