حسن خليل
لن اتحدث عن شخصية وهمية او من وحي الخيال ، بل سأسمية بإسمه الكامل واتحدث عن وضعه الصحي المقلق نتيجة ارتفاع الضغط الدموي الفائق الحدود والذي دمر له الكليتين وأصبح اليوم يخضع لحصص الدياليز… إنه محمد “عگلة” شاب معروف بمدينة بنسليمان بعدما كان بالأمس القريب تاجرا ناجحا بالسوق الحضري(المارشي)، دارت الأيام ليصبح من دون متجر ، وبما أنه رب أسرة فإنه تدبر مبلغا ماليا وأصبح يمتهمن تجارة الخضر في مكان غير مرخص وكان أمامه هذا هو الخيار الوحيد ، وسار على هذا المنوال بحوالي سنتين، لكن خلال الحملة الأخيرة التي قام خلالها أعوان ورجال السلطة ب”تشطيب” كل الباعة الجائلين ، فكان من ضمنهم “محمد عگلة”…
لكن هذا الإجراء رآه محمد عگلة بمثابة بداية تشرده وأزمة لن يخرج منها ، فأحس بالغضب والقلق الكبير ، وفي منتصف الليل استشعر حالة إغماء ليتم نقله على وجه السرعة للمستشفى ، وبعد عدة فحوصات وتحاليل تأكد الأطباء أن ارتفاع الضغط الدموي دمر كليته ، ليحال على مراكز تصفية الدم ويصبح في حالة تدعو للأسى والأسف…
كان لقائي بمحمد عگلة مباشرة بعد إجرائه لحصة جديدة من تصفية الدم “دياليز ” ووضعه الصحي يدعو للقلق… وبعد عناق صادق معه روى لي قصته باختصار وهو يستشعر الألم المعنوي أكثر من ألم الجسم… إنها حالة لوضع صحي مقلق ماكان لها أن تكون لوكان وضع هذه المدينة منظما ومهيكلا…
لكن للأسف الشديد…