حسن خليل
بالأمس القريب، كانت الصحافة المكتوبة “معشوقة” المواطن المغربي المتعطش لمستجدات الأخبار ، منها الخبر المحلي والإقليمي والوطني… وليس الخبر المرتبط بالجرائم والتشهير، ولكنها أخبار من صميم حياة المواطن المغربي وهي تدافع عن متطلباته وتطلعاته ومشاكله المسترسلة مع الحياة اليومية ومع الإدارة المغربية ومختلف المسؤولين، لكون الصحافة المكتوبة في هذه الحقبة التاريخية كانت ذات مصداقية كبيرة وجرأة لغاية الدفاع عن أي مكتسب موضوعي وعن كل الحقوق المشروعة…
ففي هذا العهد، كان مختلف المواطنين الذين لهم مستوى تعليمي على اختلاف الدرجات يظلون مرتبطين في كل صباح بالجرائد اليومية وهم يتصفحونها بكل اهتمام وعناية…
اليوم، غاب بريق الصحافة المكتوبة وغاب إشعاعها الإعلامي ولذلك عدة أسباب، منها فشل الأحزاب السياسية في الحفاظ على مصداقيتها مع المواطنين ، وبهذا الفشل فشل إعلامها في الحفاظ على مصداقيته هو الآخر… جاءت بعد ذلك الصحافة المستقلة، لكنها أكدت مع توالي الأيام أنها لاتحمل من الإستقلالية إلا الإسم…
اليوم، إختلط المشهد الإعلامي بضبابية كبيرة ، لكن هذا المشهد الإعلامي المرتبك أصاب المواطن المغربي بحالة كبيرة من السخط والغضب ، لكون الحقائق أصبحت غائبة وبشكل مثير مع بعض الإستثناءات… وبذلك حضرت التفاهة الإعلامية وغابت الحقيقة… لكامل الأسف…